محصول القطن

من المحاصيل الاقتصادية الهامة فى مصر فهو ثروة قومية يجب الحفاظ عليه لما له من أهمية اقتصادية كبيرة على الدخل القومى ، ولا أحد ينكر أهمية الصناعات القطنية المتميزة ومكانتها العالية على مستوى العالم .
ويضع الباحثون فى مصر نصب أعينهم الاهتمام بزراعة القطن فى جميع مراحله وجميع أصناعية ومعالجة الأمراض التى يتعرض لها حفاظاً عليه والوصول إلى منتج عالى الجودة .
• القطن وطرق الوقاية والعلاج دار حديثى مع الدكتور / سامى محمد مصطفى محمود رئيس بحوث بقسم بحوث أمراض القطن ومحاصيل الألياف والمشرف على وحدة المعمل المركزى للتحاليل الكيماوية الدقيقة وتقدير السموم الفطرية بمعهد بحوث أمرض النباتات .
بدأت الحديث بالسؤال عن أهم الأمراض التى يتعرض لها القطن ؟
فأجاب :
- يتعرض نبات القطن فى مصر للإصابة بالعديد من الأمراض منذ وضع البذرة فى الأرض وحتى طور النضج والحصاد تحت الظروف البيئية المصرية تبعاً لمواعيد ظهورها كمايلى :
- أمراض البادرات : وتظهر عند الزراعة مباشرة وحتى عمر 4-5 أسابيع من الزراعة .
- أمراض الذبول : وتظهر فى جميع أعمار النبات طالما توفرات الظروف البيئية المناسبة لحدوث الإصابة
- أمراض تبقعات الأوراق : وتظهر خلال مرحلة النمو الخضرى .
- أمراض أعفان اللوز : وتظهر بداية من تكوين الوسواس وحتى تمام مراحل النضج والحصاد .
- أمراض ثانوية : فى بعض المناطق مثل أمراض النيماتودا والأمراض البكتيرية .
- نريد أن نعرف أولاً : ماهى الكائنات الدقيقة المسببة لأمراض البادرات ؟
تعرف أمراض البادرات فى القطن " بالخناق" أو سقوط البادرات المفاجئ أو أعفان الجذور وموت البذور وهى تشغل أذهان المزارعين لعدة أسابيع مع بداية زراعة محصول القطن كل عام .
وتعتبر الفطريات أهم كائنات التربة الزراعية الدقيقة المسببة للمرض ، والفطريات عبارة عن كائنات خيطية المظهر يطلق عليها المزارعون الأعفان ومن وجهة النظر العلمية فهى كائنات نباتية أولية تفتر إلى وجود مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك فهى تعتمد فى تغذيتها على الترمم على المادة العضوية النباتية الموجودة بالتربة أو التطفل على أنسجة نباتية حية لعوائل قابلة للإصابة .
ويتعبر الفطر ريزوكتونيا سولانى من أهم هذه الفطريات المسببة للمرض فى جميع مناطق زراعة القطن بالحمهورية كما يسبب هذا المرض أيضاً بعض الفطريات الأخرى مثل البيثيوم والفيوزاريوم خاصة فى محافظات الوجه البحرى وماكروفومينا وسكلير وسينم خاصة فى المحافظات التى تتميز بالجو الدافئ مع بداية موسم الزراعة .

الظروف البيئية التى تساعد حدوث الإصابة وشدة المرض ؟
تحدث الإصابة بأمراض البادرات غالباً فى الجو البارد مع ارتفاع مستويات الرطوبة النسبية أو ارتفاع مستوى الماء الأرضى وسوء الصرف والتهوية بالتربة الطينية الثقيلة ، فدرجات الحرارة المنخفضة تؤدى إلى بطء الإنبات وتأخير ظهور البادرات فوق أسطح التربة وتوافر هذه الظروف البيئية يشجع فى الوقت نفسه الفطريات المسببة للمرض على التكاثر والنمو وكلما زادت فترة بقاء الأنسجة الغضة للبذور الناتبة والبادرات تحت سطح التربة معرضة لهذه الفطريات كلما زادت فرصة حدوث الإصابة وزادت شدة المرض .
أعراض الإصابة بأمراض البادرات ؟
تختلف أعراض الإصابة باختلاف توقيت مهاجمة الفطريات للأنسجة الحيو لنباتات القطن :
- عند حدوث الإصابة عقب الزراعة مباشرة وقبل الإنبات وخروج البادرات فوق سطح التربة تظهر أولى أعراض المرض على هيئة عفن وموت البذور فى الجور الغائبة أو الجور التىتظهر بها نباتات فردية ويحدث ذلك المظهر عند الزراعة العميقة والزراعة فى درجات حرارة منخفضة والأراضى سيئة الصرف وقد يحدث عند استخدام بعض مبيدات الحشائش بشكل مكثف وبمعدلات عالية قبل الزراعة .
- إذا حديث العدوى فى الجذير عقب الإنبات وقبل البادرات فوق سطح التربة يظهر العرض الثانى المميز للمرض ويسمى عفن البذور وموت البادرات قبل تمام الإنبات حيث تغيب الجور وعند نبش التربة نجد النبتات متعفنة وقد تكون مصابة بقروح بنية اللون .

- عند حدوث العدوى عقب خروج البادرات فوق سطح التربة مباشرة فإن خيوط الفطر تحيط بالسويقة الجنينية السفلى تحت سطح التربة مباشرة مؤدية إلى وجود حز يشبة الحز الناتج عند حدوث الوفاة خنقا ولذا يطلق عليه المزارعون " خناق الرقبة " ويظهر تحت منطقة الإصابة قرحة لونها بنى فاتح أو داكن وهو المظهر الأكثر شيوعا للإصابة ، ونتيجة لتهتك أنسجة السويقة فة منطقة الإصابة فإن البادرة لاتستطيع مواصلة النمولأعلى فتميل إلى الجهة المصابة ولذا يطلق على ذلك المظهر أيضا السقوط المفاجئ للبادرات .
- قد تحدث الإصابة بعد عدة أيام من ظهور البادرات فوق سطح التربة وفى هذه الحالة تظهر الأعراض على شكل قرحة بنية اللون داكنة بقاعدة الساق تؤدى إلى إعاقة النمو فيظهر عرض تقزم النباتات وهو ما يطلق عليه المزارعون أن " النباتات لاصقة بالأرض " وعند حدوث الإصابة بشدة تموت النباتات .
- قد تستطيع النباتات بعمر 3-4 أسابيع الهروب من مظهر الإصابة السابق ذكره فتواصل نموها مع وجود القرحة فى قاعدة الساق وهذه النباتات تكون أقل فى نموها من النباتات السليمة وفى مرحلة متأخرة من نمو النباتات تكون عرضة للكسر أثناء مرور فرق النقاوة حيث يحدث كسر فى قاعدة الساق وهو المظهر الذى يسميه بعض المزراعين " بالجزازة "
- قد تحدث الإصابة بنفس الفطريات فى القمم النامية للشعيرات الجذرية فتجف النباتات وتذبل رغم عدم وجود مظهر القرحة أو عرض خناق الرقبة أو عرض السقوط المفاجئ وفى هذه الحالة يسمى العرض لفحة البادرات .

مقاومة أمراض البادرات فى القطن ؟
هذا المرض لايعتمد فى مقاومته على مجرد استخدام المبيدات الفطرية أو المعاملات الحيوية ولكنه يعتمد بشكل أساسى على توافر الظروف المثلى لسرعة الإنبات والنمو لبادرات القطن باستخدام الطرق الزراعية مثل تمهيد التربة وتسويتها مما يعمل على تقليل فرص حدوث الإصابة بالفطريات المسببة للمرض ويعتمد برنامج المقاومة الناجح على ثلاثة محاور تشكل فى مجموعها برنامج المكافحة المتكاملة لأمراض البادرات وهى :

أولاً: تقليل تركيز الفطريات المسببة للمرض بالطبقة السطحية بالتربة ، والعمق 7-10 سم هو العمق الأمثل لنمو هذه الفطريات ويستدعى ذلك حرث التربة جيداً وتقليبها مما يساعد على تعرضها للشمس فتقضى على أعداد الفطريات بالطبقة السطحية مع توفر تربة مفككة تساعد على سرعة الإنبات وظهور البادرات فوق سطح التربة .

ثانياً: توفير الظروف المثلى لسرعة إنبات البادرات وتمام تموين المجموع الجذرى وذلك باتباع العمليات الزراعية الموصى بها من وزارة الزراعة والتى تشمل :

الزراعة فى ميعاد مناسب وفى ظروف جوية غير سيئة ( ويمكن الاعتماد فى ذلك على تنبؤات الأرصاد الزراعية بحالة الجو وقت الزراعة ومن خلال أجهزة الإذاعة والتليفزيون ) .
الاهتمام بإعداد مهد البذرة والزراعة على عمق مناسب 2-3 سم مع توفير تربة مفككة تسهل الإنبات وخروج البادرات